عدد المساهمات : 80 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 40 الموقع : HTP://AHMEDSAAD.HOOXS.COM
موضوع: معنى القصص با القر ان الكريم الأحد أكتوبر 07, 2007 6:39 pm
معنى القصص: القص : تتبع الأثر . يقال : قصصتُ أثره : أي تتبعته ، والقصص مصدر ، قال تعالى : فارتدا على أثارهما قصصا أي رجعا يقصان الأثر الذي جاءا به . وقال على لسان أم موسى وقالت لأخته قصيه أي تتبعي أثره حتى تنظري من يأخذه . والقصص كذلك : الأخبار المتتبعة قال تعالى إن هذا لهو القصص الحق ، وقال : لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب والقصة : الأمر ، والخبر ، والشأن ، والحال وقصص القرآن: أخباره عن أحوال الأمم الماضية ، والنبوات السابقة ، والحوادث الواقعة _ وقد اشتمل القرآن على كثير من وقائع الماضي ، وتاريخ الأمم ، وذكر البلاد والديار . وتتبع آثار كل قوم ، وحكى عنهم صورة ناطقة لما كانوا عليه . قال الشيخ محمد بن عثيمين: القصص والقص لغة : تتبع الأثر وفي الاصطلاح : الإخبار عن قضية ذات مراحل يتبع بعضها بعضًا . وقصص القرآن أصدق القصص لقوله تعالى : ومن أصدق من الله حديثًا وذلك لتمام مطابقتها للواقع . وأحسن القصص لقوله تعالى : نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى . وأنفع القصص لقوله تعالى : لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق( ) * * * أنواع القصص في القرآن: والقصص في القرآن ثلاثة أنواع : النوع الأول : قصص الأنبياء ، وقد تضمن دعوتهم إلى قومهم ، والمعجزات التي أيدهم الله بها ، وموقف المعاندين منهم ، ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبة المؤمنين والمكذبين . كقصة نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وهارون ، وعيسى ، ومحمد ، وغيرهم من الأنبياء والمرسلين ، عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام . النوع الثاني : قصص قرآني يتعلق بحوادث غابرة ، وأشخاص لم تثبت ثبوتهم ، كقصة الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت . وطالوت وجالوت ، وابني آدم ، وأهل الكهف ، وذي القرنين ، وقارون ، وأصحاب السبت ، ومريم ، وأصحاب الأخدود ، وأصحاب الفيل ونحوهم. النوع الثالث : قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله كغزوة بدر واُحد في سورة آل عمران ، وغزوة حنين وتبوك في التوبة ، وغزوة الأحزاب في سورة الأحزاب ، والهجرة ، والإسراء ، ونحو ذلك . ( ) انظر أصول في التفسير للشيخ محمد بن صالح العثيمين 2-53). فوائد قصص القرآن: وللقصص القرآني فوائد نجمل أهمها فيما يأتي : 1- إيضاح أسس الدعوة إلى الله ، وبيان أصول الشرائع التي يبعث بها كل نبي : وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون . 2- تثبيت قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلوب الأمة المحمدية على دين الله وتقوية ثقة المؤمنين بنصرة الحق وجندة ، وخذلان البطل وأهله: وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ، وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين . 3- تصديق الأنبياء السابقين وإحياء ذكراهم وتخليد آثارهم . 4- إظهار صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته بما أخبر به عن أحوال الماضين عبر القرون والأجيال . 5- مقارعته أهل الكتاب بالحجة فيما كتموه من البينات والهدى ، وتحديه لهم بما كان في كتبهم قبل التحريف والتبديل ، كقوله تعالى : كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسة من قبل أن تنزل التوراة ، قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين . 6- والقصص ضرب من ضروب الأدب ، يصغى إليها السامع ، وترسخ عبره في النفس : لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ( ). 7-بيان حكم الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص لقوله تعالى : ولقد جاءهم من الأنبياء ما فيه مزدجر حكمة بالغة فما تغني النذر 8- بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين لقوله تعالى عن المكذبين : وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك . 9- بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين لقوله تعالى : إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر . 10- تسلية النبي عما أصابه من المكذبين له لقوله تعالى : وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير . 11- ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين وانتصار من أمروا بالجهاد لقوله تعالى : فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين . 12- تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم لقوله تعالى : أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها . 13- إثبات رسالة النبي فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل لقوله تعالى : تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا وقوله ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ( ). أغراض القصة القرآنية( ): ليست القصة القرآنية عملاً فنيًا مطلقًا مجردًا عن الأغراض التوجيهية ، إنما هي وسيلة من وسائل القرآن الكثيرة إلى تحقيق أغراضه الدينية الربانية ، فهي إحدى الوسائل لإبلاغ الدعوة الإسلامية وتثبيتها . والتعبير القرآني مع ذلك يؤلف بين الغرض الديني والغرض الفني ، وبهذا امتازت القصة القرآنية بميزات تربوية وفنية ، ذكرنا بعضها في الصفحات الماضية حيث لاحظنا أن القصص القرآني يَجعَل الجمال الفني أداة مقصودة للتأثير الوجداني ، وإثارة الانفعالات وتربية العواطف الربانية . وسنعرض للقارئ بعض أغراض القصة القرآنية) لكي يكون المربي على بينة : ) من أهم أغراض القصة عمومًا الاعتبار وقد أجلت ذلك إلى بحث ( التربية بالعبرة والموعظة ) وذكرت هناك بعض خطوات تدريس القصة للوصول إلى العبرة منها بالاستجواب .